الإقتصادسلايد 1

هل تنجح حملة “مقاطعة الزيوت” في إقناع الشركات بخفض الأسعار؟

أسئلة كثيرة تطرحها حملة خفض أسعار زيوت المائدة، التي تقودها فعاليات افتراضية، اشتكت من “الزيادات الصاروخية” التي شهدتها هذه المادة الاستهلاكية الأساسية؛ فأمام واقع أنتجته “حملة المقاطعة” السابقة، يمني العديدون النفس بأن تصل أصواتهم ويتحقق المطلوب.

وتفاجأ المغاربة، مع بداية الأسبوع الجاري، بارتفاع كبير في أسعار زيوت المائدة وصفه البعض بـ”الصاروخي”، حيث وصلت الزيادة في سعر قارورة من سعة خمسة لترات إلى عشرة دراهم دفعة واحدة؛ ما أجج دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة هذا المنتوج.

وتتقاطر تصورات تخفيض الأسعار من عدمها، خصوصا أن الإصرار يبدو من الطرفين مواطنين وشركات، ومن المرتقب أن يستمر الصدام، بالعودة إلى غياب أي وسيط قد يخمد نار الخلاف.

وفي تبريرها لما جرى، خرجت شركة متخصصة في إنتاج زيوت المائدة لتوضيح الزيادات التي عرفتها أسعار المواد الأولية للتصنيع، خصوصا “الصوجا” وزيت عباد الشمس، مؤكدة أنها ستحاول العمل مستقبلا على تخفيض السعر الحالي.

وتصر التعاليق المتقاطرة على مواقع التواصل الاجتماعي على ضرورة تدخل الحكومة، من أجل ضبط الأسعار وتوفير الحماية لجيوب المستهلك التي أنهكتها تبعات أزمة تفشي فيروس “كوفيدـ 19”.

عبد الإله الخضري، الفاعل الحقوقي، يقول: “حملة مقاطعة أي منتوج استهلاكي سلوك احتجاجي تمارسه الشعوب المتحضرة في كل العالم، وكان المغاربة على وشك أن يكونوا ضحية تقويض حقهم، حينما حاول لوبي اقتصادي دفع السياسيين إلى إصدار تشريع يجرم أفعال النشطاء الداعين إلى المقاطعة”.

وأضاف الخضري، أن “فطنة الحركة الحقوقية والمجتمع المدني بصفة عامة تصدت لهذه المؤامرة التشريعية المنافية لحرية التعبير والرأي”، وزاد: “البلاغ التوضيحي حول الزيادة الأخيرة في السعر ما هي سوى ذر للرماد في العيون وضحك على الذقون”.

وأوضح الفاعل الحقوقي أنه “لا يمكن أن ننسى الزيادة الصاروخية التي أقدمت عليها تلك الشركة، خلال السنوات القليلة الماضية، في ثمن المادة الحيوية نفسها، وإجبار الماركات المنافسة على رفع الثمن، علما أن العديد منها ولجت إلى المغرب بأثمنة موضوعية في متناول المواطنين”.

وتساءل الخضري عن “عدم تطوير صناعة الزيوت ببلادنا، وكل المقومات كانت ولا تزال متاحة، لماذا لم يتم تطوير البحث العلمي لاختيار بذور خاصة بنا، وإنتاج الصوجا ببلادنا وعباد الشمس بكميات كافية لتحقيق اكتفاء ذاتي في إنتاج الزيوت بل وحتى تصديرها إلى بلدان أخرى؟”.

واعتبر الفاعل الحقوقي، في ختام تصريحه، أن “المقاطعة شكل نضالي واحتجاجي قوي؛ لكنه يحتاج إلى زخم شعبي قوي حتى يعطي مفعوله وأكله، وحتى ترضخ هذه الشركات لإرادة المستهلكين المغاربة”.

المصدر: هسبريس

إغلاق