أخبار
الحركة الأمازيغية بالمغرب تستنكر “انتهاكات شنيعة” ضد الطوارق في مالي
دخلت الحركة الأمازيغية المغربية مجددا على خط الدفاع عن “الظلم والتنكيل” اللذين يتعرض لهما شعب الطوارق بالصحراء والساحل، حيث دعت الحركة كل النشطاء وتنظيمات الحركة إلى التحرك لأجل إنقاذهم، بعدما “تضاعفت هجمات النظام المالي منذ شهر غشت بدعم من ميليشيا “فاغنر” التي تشن حربا على إقليم أزواد شمال مالي حيث يوجد الطوارق”.
وأشارت الحركة، في دعوتها التي توصلت بها هسبريس، إلى أن هذه الحرب على الشعب الطوارقي “تضرب عرض الحائط باتفاق السلم والمصالحة الذي وقّعه النظام المالي مع الحركات الأزوادية في سنة 2015 تحت إشراف الأمم المتحدة وأطراف دولية”، معتبرة أن “ما تُقدم عليه قوات النظام المالي وميليشيا فاغنر يعد جرائم شنيعة في حق المئات من المدنيين الطوارق وقوميات أخرى شملت الإعدامات والحرق والنهب وتدمير المنازل والمستوصفات ودُور العبادة وتهجير قرى بكاملها”.
وقالت التنظيمات ذات المرجعية الأمازيغية إن “شعب الطوارق، بعد الانقلاب العسكري في مالي، وجد نفسه محاصرا بين أنظمة تتواطأ مع النظام العسكري المالي وميليشيا فاغنر ضد هذا الشعب الصحراوي، خاصة أنظمة كل من روسيا والجزائر وبوركينافاسو والنيجر وتركيا”، مسجلة أن “هذه الأنظمة تدعم النظام العسكري المالي بطرق مختلفة؛ ضمنها الدعم العسكري والسياسي والاستخباراتي وغيره”.
وتابع النداء بأنه “أمام هول الجرائم التي يستمر النظام المالي وميليشيا فاغنر في ارتكابها منذ ثلاثة أشهر ضد شعب الطوارق في إقليم أزواد وأمام صمت المجتمع الدولي والتعتيم الإعلامي”، تدعو الحركة الأمازيغية بالرباط “جميع الإطارات الأمازيغية والحقوقية إلى التحرك الفوري لتنبيه الرأي العام العالمي والمنظمات الحقوقية الدولية والأمم المتحدة إلى ما يعانيه الطوارق الأمازيغ في إقليم أزواد، من قتل واعتقالات وتدمير للممتلكات وتهجير؛ تم توثيقها بالصور والفيديوهات والتواريخ والموقع من لدن الحركات الأزوادية”.
كما أشارت الفعاليات الأمازيغية المغربية إلى “مجزرة العاشر من أكتوبر 2023، حيث قام مرتزقة فاغنر، برفقة جنود ماليين، بإعدام رجلين وقطع رأسيهما وتفخيخ جثتهما. كما كسروا قدم حارس واختطفوا رجلا آخر في “تاركنت”، إذ تعرضت القرية للنهب حيث فر سكانها ونساؤها وأطفالها إلى البرية دون ماء ولا طعام، وبقيت الجثث مكانها ولم يستطيع أحد الاقتراب منها حينها”، لافتة إلى أن هذه الممارسات “تستدعي الإدانة”.
ونبهت الجهة عينها إلى أن “المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية لم تحرك ساكنا في هذا الإطار”، موضحة أنه “لكي نقطع مع هذا التواطؤ في الصمت أمام ما يقع لشعب الطوارق الأمازيغ في إقليم أزواد ندعو التنظيمات الأمازيغية بالمغرب وشمال إفريقيا عموما إلى دعم إخواننا الطوارق الأمازيغ بمختلف الوسائل، وتوفير كافة أشكال الدعم العاجل لهم، للوقوف في وجه كل المؤامرات الرامية إلى وأد جمهورية أزواد بتصفية وإبادة أمازيغ الطوارق”.
في هذا الصدد، قال سعيد الفرواح، أحد النشطاء الأمازيغيين الذين دعوا إلى هذا التحرك، إن “اهتمام المغاربة بما يقع في إقليم أزواد يستمد أسسه من مجال الساحل والصحراء الإفريقية اللذين يرتبطان بشدة بالأمن القومي المغربي، حيث تعرف هذه الرقعة الجغرافية اليوم مجموعة من الاضطرابات السياسية والأمنية التي يجب أن يهتم بمعرفتها أي مغربي، لكونها ستفضي إلى تحول بنيوي للخريطة الجيوسياسية للقارة الإفريقية تحديدا”.
ولفت المتحدث عينه، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “انخراط الأمازيغ المغاربة في الدفاع عن الشعب الطوارقي ينهل من المشترك الثقافي واللغوي والتاريخي بيننا وبين شعب أزواد الذي يعيش اليوم حالة حرب”، منبها إلى أنه “على مستوى المغرب هناك تعتيم إعلامي كبير للغاية فيما يخص قضية الطوارق العادلة الرامية إلى بناء دولة مستقلة تتحرر من الحروب الطاحنة التي تشنها عليها بعض الأنظمة الإفريقية، خصوصا في مالي والنيجر”.
وأضاف الناشط الأمازيغي أن “أزواد تعيش على وقع ظلم تاريخي منذ فترة الاستعمار الفرنسي وما تلاه، إذ تلا ذلك تقسيمهم بين دول مختلفة.. وبالتالي، فهم كذلك لا يستفيدون مما تزخر به أرضهم من معادن وموارد طبيعية بسبب المشاكل التاريخية التي تواجههم منذ استقلال بعض الأنظمة الإفريقية، ومن ذلك معدن اليورانيوم، فضلا عن أن العديد منهم لاجئون بأمصار مختلفة، وكل هذه الأوضاع يقابلها صمت من قبل المنظمات الدولية”.
وتابع المتحدث ذاته قائلا: “المغاربة يرتبطون في الغالب بقضايا مشرقية بعيدة جغرافيا؛ في حين أن لشعب الطوارق أيضا أولوية بحكم أن ما يحدث لهم سيلقي بتداعياته على أمننا القومي كمغاربة. ولذلك، نحن نهدف إلى الانتصار لمختلف الحقوق الثقافية للشعب الأزوادي. ومن ثم، نتطلع إلى أن تكون هنالك التفاتة مغربية رسمية إلى ما يعانيه إقليم ازواد الذي بات يواجه قوات فاغنر الروسية والتدخل لإنهاء هذه الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يحدث في الصحراء والساحل”.