سياسة وعلاقات دولية

مخرجات “القمة السعودية الإفريقية” تصفع أعداء الوحدة الترابية للمغرب

 

جاء في البيان الختامي للقمة السعودية الإفريقية، بمشاركة المغرب، التشديد على “احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”، وذلك تزامنا مع الادعاءات التي أطلقتها جبهة البوليساريو حول “إلغاء الرياض قمة أخرى، تجمع الوطن العربي مع القارة السمراء، بسبب الأوضاع في غزة”.

 

وكان لافتا خلال مجريات القمة غياب الكيان الوهمي رغم وجوده داخل الاتحاد الإفريقي، وحرصه المتواصل على حضور الاجتماعات الدولية للقارة الإفريقية.

 

وتشكل الدعوة العربية الإفريقية، وفق مراقبين، “رسالة واضحة إلى التهديدات الانفصالية والإرهابية التي أضحت تحيط بدول القارة السمراء، على غرار جبهة البوليساريو، وما يشكله ذلك من تهديد للأمن والاستقرار بالمنطقة”.

 

وفي مضامين البيان الختامي ذاته أجمعت الدول العربية والإفريقية على تعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، بما يحفظ سلامتها وأمنها.

 

ويرى الحسين كنون، محلل سياسي في العلاقات الدولية، أن “مخرجات القمة تنتصر بشكل كبير للقيم التي تجمع الدول العربية والإفريقية، وقوامها احترام سيادة ووحدة تراب الدول”.

 

وأورد كنون لهسبريس أن “هاته القمة التي لم تعرف حضور الكيان الوهمي تفضح ادعاءات البوليساريو السابقة بإلغاء القمة العربية الإفريقية بسببها، وهي نسيت أنها ليست بدولة وغير معترف بها”.

 

وأشار المحلل السياسي ذاته إلى أن “هذا البيان الختامي يعيد من جديد تأكيد جدية وأهمية الدعوات المغربية والإفريقية لطرد جبهة البوليساريو من الاتحاد الإفريقي”.

 

ولفت المتحدث ذاته الانتباه إلى أن “بقاء هذا الكيان الوهمي في الاتحاد الإفريقي سيصعب عمل هاته المنظمة مع نظرائها الدوليين، الذين يحرصون على مكافحة الإرهاب وحفظ أمن وسيادة جميع الدول”.

 

ويبرز كنون أن “دخول جبهة البوليساريو إلى الاتحاد الإفريقي كان خطأ تاريخيا فادحا، لكن تصحيحه قريب في أي وقت، باعتبار أن القوانين تنص على وجود الدول ذات السيادة فقط، لا الكيانات الوهمية”، وزاد: “جبهة البوليساريو تتجه إلى الدخول إلى نادي الإرهاب، ما سيعجل من إحراج الاتحاد الإفريقي بشأن وجودها في حضنه في لقاءاته مع الدول والاتحادات العالمية، وأيضا سيعطي صورة مسيئة له في الداخل”.

 

وخلص المحلل السياسي سالف الذكر إلى أن “جبهة البوليساريو تعلم أنها مطرودة من الوطن العربي، وستعيش السيناريو نفسه على المستوى الإفريقي في أقرب وقت”.

 

من جانبه يعتبر محمد لغواطي، محلل سياسي، أن “مخرجات القمة تبين سياسة الاصطياد في الماء العكر التي تنتهجها جبهة البوليساريو في ما يخص الاجتماعات الدولية للاتحاد الإفريقي”.

 

ويضيف لغواطي لهسبريس أن “مخرجات القمة تنم عن وعي عربي وإفريقي وأيضا دولي بأهمية الحفاظ على سيادة الدول، وتوحيد الجهود ضد الكيانات الوهمية التي تستعمل سياسة الإرهاب المسلح”.

 

واسترسل المحلل السياسي عينه شارحا: “القمة السعودية الإفريقية أكدت بالملموس أن كيان البوليساريو غير مرغوب فيه، ولا يوجد في الأصل ضمن أجندات التعاون الدولي”.

 

وشدد المتحدث ذاته على أن “قرار مجلس الأمن الأخير يشير أيضا إلى خطورة جبهة البوليساريو في تهديد الاستقرار بالمنطقة، وهو ما يستدعي تسريع عملية طرد الكيان من الاتحاد الإفريقي”.

 

وخلص الغواطي إلى أن “جبهة البوليساريو فاقدة للسيادة، وهي بالأساس كما تعلم جميع الدول تابعة للجزائر، ما يعني أن الاجتماعات الدولية لا ترى أي فائدة أو صيغة قانونية لبحث سبل التعاون معها”.

إغلاق