أخبارالإقتصادالبيئة والطقس

احتضان المغرب لتظاهرات عالمية يتطلب تسريع مواجهة أزمة المياه والجفاف

مع قرب احتضان المغرب العديد من التظاهرات الرياضية الكبرى، أبرزها مونديال 2030، و”كان” 2025، يطرح النقاش حول مسار معالجة المملكة “معضلة” الجفاف والندرة المائية.

وسيكون المغرب في حاجة إلى “كميات مهمة” من المياه خلال احتضان هاته التظاهرات، إذ سيشهد ارتفاعا واضحا للطلب على هاته المادة من قبل الزوار الأجانب، كما سيتطلب سقي الملاعب بشكل يومي ترات مهمة، وفق خبراء.

وتعيش المملكة قبل سنوات ليست بالطويلة من قيام هاته التظاهرات على وقع إجراءات مشددة تهم ترشيد استهلاك المياه، من بينها تقليص ساعات عمل الحمامات بمختلف أنواعها، ومنع السقي بالماء الصالح للشرب، وغيرها من التدابير.

وفي مونديال قطر 2022 شهدت المدن القطرية المستضيفة للمباريات ضغطا “مهولا” على استهلاك المياه، ما استدعى رفع البلاد طاقتها الإنتاجية من المياه إلى 100 في المائة، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية.

في هذا الصدد يقول فؤاد عمراوي، الأستاذ الباحث في علوم المياه (الهيدرولوجيا) بكلية العلوم عين الشق بالدار البيضاء، إن “الاستعدادات المغربية من خلال بناء محطات تحلية مياه البحر وغيرها من التدابير ستمكن المملكة بالفعل من الجاهزية لهاته الفترات”.

ويضيف عمراوي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “احتضان المغرب تظاهرات رياضية كبرى سيتسبب بالفعل في ضغط كبير على الماء، لكن الملاعب الرياضية لن تكون مستنزفة، بقدر ما يطرح المشكل في القطاع الفلاحي”.

وأورد الأستاذ الباحث في علوم المياه أن “الضغط الوحيد في هاته التظاهرات سيكون من خلال عدد الزوار الذين سيحلون بالفنادق المغربية، لكن المغرب سيكون جاهزا لهذا في المستقبل”.

وأبرز المتحدث عينه أن “الإجراءات التي اتخذتها السلطات المحلية بالمدن المغربية تأتي في سياق ظرفية استثنائية؛ فنحن بالفعل وسط أزمة مائية، لكن الوضع سيتغير في السنوات المقبلة بكل تأكيد”.

ويردف عمراوي بأن “المغرب يبني سدودا إضافية لتخزين المياه في حالة قدوم سنوات ممطرة مستقبلا”، وزاد: “يجب على المملكة أيضا أن تبحث سبل تقليص استهلاك المياه في القطاع الفلاحي. وكل هاته الإجراءات وغيرها بكل تأكيد ستجعل الرباط أمام استعداد جيد لاحتضان هاته التظاهرات”.

وسجل عبد الرحيم الهندوف، خبير في السياسات المائية، أن “حل أزمة ندرة المياه والجفاف بالمغرب لا يجب أن يكون مرتبطا بحلول تظاهرات عالمية في السنوات المقبلة”.

وعزا الهندوف ذلك في تصريح لهسبريس إلى كون استهلاك الملاعب للمياه قليل للغاية، وهو الحال لدى الزوار الأجانب الذين سيحلون بالمغرب في جل الفنادق.

واعتبر الخبير في السياسات المائية أن “إشكال المياه بالمغرب أكبر وأعمق من هاجس احتضان تظاهرات رياضية عالمية”، مشيرا إلى أن “حل هذا المشكل يتطلب العديد من الإجراءات”.

وحول التجربة القطرية، شدد المتحدث ذاته على أن “المغرب لا يمكن مقارنته بقطر، فالأخيرة نسبة سكانها قليلة مقارنة بالمملكة؛ وبالتالي حلول زوار كثر بها سيخلق بالطبع تلك المشاكل، بينما لا يمكن أن يكون الأمر بهذا الشكل في المغرب”.

المصدر : هسبريس

إغلاق