أخبارسياسة وعلاقات دولية
الجالية المغربية بأوروبا تخشى استفادة اليمين المتطرف من “هجوم موسكو”
أثر الهجمات التي استهدفت موسكو في إطار عمل إرهابي، أدانه المغرب بدوره، شرعت مخاوف الجالية المسلمة في عموم التراب الأوروبي في التراكم حُيال تصاعد مُحتمل لـ”اليمين المتطرف”، ومحاولته الركوب على الحادث للهجوم على الإسلام والمهاجرين وتكريس ظاهرة “الإسلاموفوبيا”.
ويبدو أن “حادث موسكو” سيُنعش مجددا خطاب التنظيمات والأحزاب السياسية اليمينية، تزامنا مع محاولة دول أوروبية الرفع من مستويات التأهب الأمني لديها تحسبا لعمليات مماثلة، إذ رفعت الجمهورية الفرنسية من حالة تأهبها الأمني إلى أعلى مستوى، في ظل تأكيد رئيس الوزراء، غابرييل أتال، على “قوة وفعالية” ما أسماه “التهديد الإرهابي الإسلامي”.
في هذا الصدد أفاد محمد الشرادي، من الجالية المغربية ببلجيكا، بأن “هذا الحادث يظل مُدانا وعملا إرهابيا ترفضه القوانين الوضعية وترفضه كذلك الشريعة الإسلامية، ومن المتوقع أن يتم الركوب عليه من قبل بعض الجهات بهدف التضييق على الجالية المسلمة بأوروبا، واعتبارها مصدر كل مشاكل القارة، في وقت نرفض تحميلنا أي مسؤولية في هذا الإطار، فنحن نظل منضبطين للقوانين الجاري بها العمل”.
وأوضح الشرادي، في تصريح لهسبريس، أن “الإعلام، هنا بأوروبا، يحاول عادة تضخيم مثل هذه الهجمات، إذ يركز بشكل كبير على أصول المتهمين وديانتهم ليقوم بتحليلات تضرب في نوايا وعقيدة ملايين من المهاجرين القادمين من دول العالم الإسلامي”، وزاد: “يرتقب كذلك أن يتم فتح مساحات إعلامية لليمين المتطرف للهجوم علينا، وهو ما نرفضه جملة وتفصيلا، لأننا أساسا نؤمن بتعايش الأديان السماوية وحوارها”.
وبيّن المتحدث ذاته أنه “من المنتظر أن تبدأ الأحزاب والتنظيمات المشبعة بفكر اليمين المتطرف التضييق، كما هي عادتها، على المهاجرين المسلمين، إذ تظل هذه الحملات مشهودة وملاحِقة لكل عمل يحمل طابع الاعتداء، والمشكلة أن الحادث الأخير يتزامن مع شهر رمضان، ما سيوسع من تأثير هذه الحملات المضللة لليمين المتطرف على الجالية هنا بأوروبا”، مشيرا إلى “ضرورة تغليب العقل والحوار على أساليب السّباب والعنف”.
وتابع القاطن بالعاصمة البلجيكية بروكسيل: “مواقفنا واضحة بخصوص الإرهاب، نُدينه ولا نقبله، ذلك أننا أبناء بيئة إسلامية معتدلة ووسطية تنبذ العنف والإكراه في الدين، وهو الموقف الذي تتبناه حتى المملكة المغربية التي باتت تسلك مقاربة استباقية في تفكيك الأعمال الإرهابية”، داعيا الجالية المسلمة بأوروبا إلى “النأي عن التجاوب مع الاستفزازات ومحاولة عدم الدخول في أي شنآن مع التيارات اليمينية المعادية للإسلام والمهاجرين”.
من جهته، قال يحيى المطواط، من الجالية المغربية بإيطاليا، إنه “مما لا شك فيه أن العملية التي استهدفت روسيا تظل مُدانة بغض النظر عن الواقف وراءها، فالإرهاب يظل مُنسلخا عن الأديان والانتماءات الجغرافية ولا يمثل إلا نفسه، وما علينا إلا إدانته انطلاقا من إنسانيتنا وإسلامنا”.
وأكد المطواط، في تصريح لهسبريس، أنه “من المنتظر كذلك أن يلجأ المحسوبون على التيار اليميني بعموم التراب الأوروبي إلى محاولة الركوب على هذا الحادث الأليم من خلال التضييق على المهاجرين بالقارة، بمن فيهم المسلمون، إذ دأبوا على ذلك لكونهم أساسا ينتمون لليمين العالمي المعروف بحساسيته تجاه كل ما يتصل بالهجرة”.
وأورد المتحدث ذاته أن “اليمين المتطرف بات منتعشا بالقارة خلال السنوات الأخيرة، وسترفع هذه الحادثة الإرهابية، لا محالة، من منسوب انتعاشه مجددا؛ وبالتالي تظل تخوفات الجالية هنا حاضرة ومشروعة، ما دامت هذه الجالية ستعيش لفترات أخرى على وقع هجوم إعلامي متواصل”، متابعا: “الآن في إيطاليا تجري بعض الانتخابات الإقليمية، ومما لا شك فيه أن الأحزاب اليمينية ستحاول إثارة موضوع الهجرة خلال حملاتها الانتخابية”.
وأكد عضو المجلس الترابي الإقليمي للهجرة بميلانو أن “الجالية المسلمة هنا، المغربية منها على الخصوص، تحاول قدر الإمكان الترويج للإسلام المعتدل والوسطي الذي ينبذ الإرهاب والتطرف ويؤسس لثقافة العيش المشترك والحوار بين الثقافات، وهو النموذج الذي تؤصل له المملكة وتحاول توسيع رقعته عالميا”.
المصدر : هسبريس