تشهد مختلف مناطق المملكة، منذ يوم الثلاثاء الماضي موجة حر جديدة، تتراوح في بعض المناطق الجنوبية ما بين 35 و39 درجة مئوية، لترفع بذلك درجة اليقظة إلى المستوى البرتقالي.
وخلال بحر الأسبوع الفارط، ارتفعت درجات الحرارة إلى مستوى قياسي في عدد من مناطق وسط البلاد إلى ما بين 36 و40 درجة مئوية.
وتأتي موجات الحرارة المتناوبة في عز فصل الربيع، بعد التساقطات المطرية المهمة التي عرفتها المملكة وخلفت آمالا بتحسّن مردودية الزراعات الربيعية، غير أن ارتفاع درجات الحرارة سينعكس سلبا على هذه الزراعات في بعض المناطق، في حين سيكون لها تأثير إيجابي في مناطق أخرى.
ويرى رياض أوحتيتا، خبير فلاحي، أن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى تبخّر المياه المخزنة في التربة، ما يعني عدم استفادة المزروعات منها.
وأوضح المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن جميع الزراعات في الوقت الحالي توجد في مرحلة الإزهار، وأن الحرارة المفرطة المصحوبة بالرياح ستؤدي إلى التأثير سلبا على إزهار المزروعات، ومن ثم إضعاف إنتاجها.
بخلاف ذلك، يتوقع الفلاحون في المناطق “الباردة” أن يكون لارتفاع درجة الحرارة تأثير إيجابي على الزراعات الربيعية، وهو ما أكده محمد اعويش، فلاح في ضواحي إفران، مبرزا أن “ارتفاع الحرارة بعد هطول الأمطار يعطي نتيجة إيجابية، شريطة ألا تستمر الحرارة مدة طويلة”.
وأوضح اعويش، في تصريح لهسبريس، أن “ارتفاع الحرارة حاليا في صالحنا كفلاحين، لأننا في الأطلس لا نزرع مبكرا، عكس المناطق الأخرى، بسبب البرد، وإذا هطل المطر في هذه الفترة وارتفعت درجة الحرارة، فإن المحصول يكون جيدا”.
ويتجه المغرب، خلال السنوات الأخيرة، إلى الاعتماد على مياه البحر المعالَجة لتوفير مياه سقي الأراضي الفلاحية، كحل لتوالي سنوات الجفاف الذي أوصل المملكة إلى مرحلة غير مسبوقة من الإجهاد المائي.
وفي الوقت الذي يجري فيه الحديث من طرف مشتغلين في القطاع الفلاحي عن كون مياه البحر المصفاة ليست صالحة لجميع الزراعات، استبعد رياض أوحتيتا ذلك، لافتا إلى أن هذه المياه تخضع للمعالجة التامة قبل أن تصل إلى الضيعات الفلاحية.
وأوضح المتحدث أن “مياه الآبار هي الأخرى لا تُستعمل في الري الفلاحي إلا بعد معالجتها بمواد مضافة، داخل الضيعات الفلاحية، حسب نوعية الزراعات الموجودة في كل ضيعة”.
المصدر : هسبريس