أخبارسياسة وعلاقات دولية
المغرب يتجاهل “زلات نتانياهو” ويواصل تقديم الدعم للقضية الفلسطينية
من جديد، تجنّب المغرب الرد على ظهور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وبيده خريطة تظهر فيها المملكة منقوصة من صحرائها، في تصرفات أثارت غضب المغاربة.
وخلال لقاء تلفزي مع قناتي “LCI” و”TF1″ الفرنسيتين، رفع نتانياهو الذي يواجه “أياما صعبة” في حربه ضد حماس، خريطة تضم الدول العربية بجانب إيران، يظهر فيها المغرب بدون أقاليمه الجنوبية، رغم أن تل أبيب اعترفت بمغربية الصحراء في يوليوز المنصرم.
وكانت أول مرة يظهر فيها نتانياهو في خرجة إعلامية وبجانبه خريطة المملكة من دون الصحراء، يوم 28 دجنبر 2020، مباشرة بعد اتصال هاتفي جمعه مع الملك محمد السادس، وحينها لم تبد الرباط أي رد حول الأمر.
ونهج المغرب السياسة نفسها خلال ظهور خريطة المملكة منقوصة من الصحراء في لقاء جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي مع نظيرته الإيطالية جورجا ميلوني.
وفي لقاء نتنياهو التلفزي الأخير مع الإعلام الفرنسي، تتجه الرباط إلى عدم الرد بعد مرور أربعة أيام على الواقعة، التي ما تزال تثير الجدل في صفوف النشطاء المغاربة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
في المقابل، بقي رد الجانب الإسرائيلي كما هو منذ أول واقعة، وهو “خطأ تقني”، وأن “الخرائط بمكتب ننانياهو لم يتم تحيينها”. وقال المكتب مؤخرا إنه “سيقوم بتغييرها بما يشمل صحراء المملكة”، وهو ما يطرح تساؤلات عن سبب عدم القيام بهذه الخطوة رغم أن تل أبيب عبرت عن اعترافها بسيادة الرباط على أقاليمه الجنوبية منذ سنة 2023.
وقال لحسن بوشمامة، كاتب ومحلل سياسي، إن “المغرب لا يرد على نتانياهو لأنه شخص لا يمثل توجه إسرائيل التي اعترفت رسميا بمغربية الصحراء”.
وأضاف بوشمامة، في تصريح لهسبريس، أن نتانياهو معروف بزلاته، فحتى أمريكا تعاني معه في الآونة الأخيرة، وجميع الدول التي ترتبط مع إسرائيل بعلاقات دبلوماسية”.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسي ذاته أنه من المتوقع أن يكون نتانياهو “مغضوبا عليه” من قبل السلطات المغربية بعد استفزازاته، موردا أن “الرد الحالي جاء من قبل مكتب الرئيس نتانياهو، والرد المغربي لا يكون بهذه السرعة”.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في تدوينة عبر حسابه الرسمي على “إكس”: “للأسف، وقع خطأ في الخريطة التي عرضت في مقابلة نتانياهو مع الإعلام الفرنسي”، موضحا أن “إسرائيل تعترف بمغربية الصحراء، وتم تصحيح جميع الخرائط الرسمية الموجودة في مكتب سيادته، بما فيها الخريطة التي عرضت عن طريق الخطأ في المقابلة”.
في المقابل، سبق أن شجب المغرب على لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الخميس المنصرم في العاصمة الصينية بكين، “التقاعس الدولي أمام حرب إسرائيل على غزة”.
واعتبر الداود أبا دكتور، باحث في القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن “تصرفات نتنياهو ستزيد من دعم المغرب للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي”.
وأضاف أبا دكتور، في تصريح لهسبريس، أن غياب الرد المغربي “إيجابي على المستوى الدبلوماسي، في مقابل استمرار الغضب الشعبي أمام هذا الابتزاز الواضح كونه ردا على موقف الرباط من الصراع في غزة”.
وبيّن المتحدث أن “المغرب في مثل هذه المواقف يتريث بشكل كبير، ولا يبدي تسرعا”، لافتا إلى أن “الرد هذه المرة سيكون على مستوى تصريح دبلوماسي، أو من خلال دعم كبير للقضية الفلسطينية”.
وتطرح هذه الواقعة تساؤلات عن مستقبل العلاقات بين تل أبيب والرباط، التي تعيش برودا منذ بدء الحرب في غزة، حيث تعرقلت العديد من المشاريع الدبلوماسية، على غرار “قمة النقب” التي كان من المقرر عقدها في الأراضي المغربية العام الماضي.
المصدر : هسبريس