أخبار
مناورات “الأسد الإفريقي” تشد أنظار العالم .. أسلحة حديثة وأهداف استراتيجية
سنة بعد أخرى تشد المملكة المغربية الأنظار باستقبال مناورات “الأسد الإفريقي”، نظرا للأهداف الإستراتيجية، واستخدام أحدث الأسلحة في التمارين التدريبية، وهو ما تم خلال النسخة التي استقبلتها البلاد في الأيام الأخيرة.
في هذا الإطار قال محمد شقير، باحث في الشؤون العسكرية والإستراتيجية، إن النسخة التي اختتمت هي النسخة العشرون من مناورات الأسد الإفريقي، “وهو ما يعزز ويؤكد التحالف الإستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة لحوالي عقدين، خاصة أنها تقام بالمغرب بإشراف ومشاركة الولايات المتحدة وباقي الشركاء وحلف الناتو”.
وأضاف شقير، ضمن تصريح لهسبريس، أن المناورات الحالية “تأتي في ظل تحول جيو-إستراتيجي في المنطقة، خاصة بعد الفراغ الذي تركته فرنسا بعد خروجها من دول الساحل، وهو فراغ حاولت أن تملأه قوى أخرى مثل روسيا”، وتابع: “هذا ما يجعل من المناورات إعدادا لمواجهة هذا التمدد وكل التداعيات الممكنة بعد الفراغ الذي تركته فرنسا”.
وأردف الباحث ذاته بأن “التحول يشمل أيضا فقدان أميركا أهم قواعدها في النيجر، وبالتالي فهي تبحث عن مناطق أخرى لإقامة هذه القواعد، سواء في موريتانيا أو السنغال؛ ومن هنا جاء التساؤل حول إمكانية تحول مقر ‘أفريكوم’ إلى المغرب، وهو أمر مطروح على صناع السياسة في الكونغرس”.
أما على صعيد العمليات فتحدث المحلل نفسه عن “تميزها، سواء من خلال استخدام التمرين على مجموعة من العتاد الجديد، أو إجراء عمليات بينية ما بين إف 16 وهيمارس، أحدث الصواريخ التي تم اقتناؤها من قبل المغرب من أمريكا، ناهيك عن استخدام دبابات أبرامز”.
من جانبه قال عبد الرحمان مكاوي، الخبير العسكري، إنه “منذ بدء هذه المناورات سنة 2007 وهي تأتي بالجديد، سواء على مستوى الأهداف الإستراتيجية أو الأهداف العملياتية”.
وأضاف مكاوي ضمن تصريح لهسبريس أن “النسخة الحالية تميزت بعمل جديد وسلاح جديد وتكوين جديد”، وزاد معلقا: “الأمريكيون وقادة الجيش الملكي المغربي يحضرون لهذه المناورات بشكل جيد، في هذه المنطقة صعبة التضاريس التي تشبه تلك الموجودة في عدد من المناطق”.
وأشار الخبير ذاته إلى أن المخططين للمناورات خلال هذه النسخة “ركزوا على البعد التكتيكي لدخول أسلحة جديدة، كالأباتشي وصواريخ إي ماكس، ووسائل متطورة لمحاربة التلوث النووي والجرثومي والكيماوي”، وتابع بأنه “تم أيضا التركيز على تكوينات متخصصة لضباط قيادة الأركان أو ما تسمى القيادة والسيطرة للجيوش المشاركة، وتوحيد لغة تواصل الحرب بين 20 جيشا في مواجهة عدو واحد”.
وواصل المتحدث نفسه: “هذه المناورات تابعتها باهتمام كبير، بحسب مراكز الدراسات الاستخباراتية الغربية، جيوش المنطقة، رغم التكتم الشديد حول استخدام بعض الأسلحة”.
المصدر : هسبريس