ثقافة وادب وفنونسلايد 1

الجزائر: فى ذكرى الاستقلال.. المقابر الجماعية والتجارب النووية جرائم فرنسا فى الجزائر

132 عامًا هى عمر الاحتلال الفرنسى فى الجزائر، لكنها على مستوى الأثر كانت أقسى من ذلك، فقد دفعت بلد المليون شهيد الكثير من أجل نيل استقلالها، ومن الكوارث التى أحدثها الجيش الفرنسى فى الجزائر.
ويذكر أن الكاتب الفرنسى فرانسيس زانمبونى، علق  على الجرائم الفرنسية فى حق الشعب الجزئرى قائلا: “ما عاشته الجزائر يماثل المجازر المرتكبة ضد الهنود الحمر”.
ومن ضمن الكوارث نزع الأرض من الجزائريين، بضم الأوقاف الإسلامية والأراضى التى يمتلك أصحابها وثائق ملكيتها، ثم الأراضى المشاعة، والغابات والمراعى إلى أملاك الدولة، وحجز الملكيات التى هجرها أصحابها، ومصادرة القبائل المجاهدة رسميا منذ 1840 .
وفى 8 مايو 1945 خرج الشعب الجزائرى إلى الشارع فى مظاهرات سلمية فرحًا بانتهاء الحرب العالمية، مطالبًا النظام الفرنسى بالوفاء بوعوده وذلك بمنحهم حق تقرير المصير بعد التضحيات التى قدمها لإنقاذ فرنسا من براثن النازية، ولما حاولت الشرطة الفرنسية تفرقة المتظاهرين واغتيال المبادرة فى مهدها باستعمال وسائل قمعية، حدثت مواجهات بين رجال الشرطة والمواطنين المتظاهرين فى بعض مدن الشرق، تدخلت على إثرها القوات الفرنسية مستعملة السلاح النارى والعصى، إضافة إلى القوات العسكرية من المشاة والطائرات التى قصفت المدن والقرى لعدة أيام، وخاصة بسطيف وخراطة كما قامت بإبادة جماعية بقالمة، حيث جمعت القوات العسكرية المواطنين المتظاهرين وأوقفتهم فى صف واحد بمنطقة “كاف البومبة” المتواجدة على قمة جبلية بـ “هيليوبوليس” ثم رمتهم بالرصاص ليسقطوا من على القمة الجبلية، وقامت بالعملية لعدة مرات ثم ردمت جثثهم فى دفن جماعى بالمكان ونفس الصورة تقريبا حصلت فى خراطة، حيث جمعت قوات الاحتلال السكان دون تمييز لجنس أو سن وقامت برميهم بالسلاح دون رأفة ولا رحمة والقذف بجثثهم فى الوادي.
وقامت فى قالمة بحرق جثث المتظاهرين بعد أن قتلتهم رميا بالرصاص، ووصلت رائحة الاحتراق إلى المناطق المجاورة، كما قامت بإلقاء القبض على العديد من المتظاهرين فزجت بعضهم فى السجن ولم يطلق سراحهم إلا يوم الاستقلال ومنهم من أعدم والكثير منهم نفتهم إلى دول بعيدة مثل زيلندا الجديدة. وكانت الخسائر التى تركتها فرنسا ما يفوق الخمس والأربعين ألف قتيلا من المواطنين العزل.

ملعب سكيكدة 1955

بعد هجوم الشمال القسنطينى الذى جرى فى منتصف 20 أغسطس بقيادة الشهيد زيغود يوسف، وجهت القوات الاستعمارية ضربة قاسية ضد الشعب، الهدف منها الانتقام وقمع المدنيين فى سكيكدة، الحروش، عين عبيد والميلية، كانت مجازر جماعية رهيبة وصلت إلى 12000 قتيل، قام بتنفيذها ضباط فرنسيون من بينهم العقيد أوساريس الذى عين ضابط المخابرات على سكيكدة فى ربيع 1955، وهو الذى عذب وقتل وشنق المئات من العزل وشاركه فى التعذيب والقتل الدرك والأمن والبوليس القضائى والمخابرات العامة وكذلك الأقدام السوداء وكان العنف الجسدى الأمر الواجب التنفيذ على الجزائريين العزل.
 كما قامت القوات الفرنسية بأنواعها بإطلاق النار على المواطنين العرب بالمدينة دون تفرقة بين الرجال والنساء والأطفال واعتقال المدنيين جماعيا، ثم ارتكبت عملية الإبادة الجماعية بالملعب البلدى من طرف الكتيبة الثامنة عشر، بقيادة الضابط المجرم أوساريس الذى قام باستعمال الجرافة لحفر خندق والردم الجماعى للجثث على طول الملعب، وكان عددهم حوالى 1500 جثة.
13 أبريل 1960 تاريخ يتذكره الجزائريون بكثير من الألم عندما تم إطلاق سلسلة التفجيرات النووية التى قام بها الاستعمار الفرنسى فى الصحراء الجزائرية، وفى منطقة رڤان على وجه الخصوص، محاولة منه للالتحاق بركب الدول المتقدمة فى مجال الذرة والنواة فى الستينيات من القرن الماضي، على حساب إحدى مستعمراته آنذاك، وكانت بذلك الجزائر ضحية هذا المسلسل الإجرامى.

جريمة نهر السين

الأراضى الجزائرية لم تكن لوحدها شاهدة على جرائم فرنسا ضد الشعب الجزائري، بل تشهد عليها أيضا الأراضى الفرنسية عندما سقت أراضى عاصمتها باريس بدماء 300 قتيل بعدما قامت بتاريخ 17 أكتوبر 1961 بمجزرة فى حق متظاهرين جزائريين خرجوا من أجل المطالبة باستقلال الجزائر، فقامت قوات الأمن بالتعدى العنيف بالضرب والتعذيب على المتظاهرين ومن ثم رميهم بنهر السين وكانت نتيجتها 300 قتيل و400 مفقود، قتلوا بالغابات ومنهم من تم حرقه لأسباب عنصرية، وأكثر من 9 آلاف تم تعذيبهم داخل السجون لمدة 15 يومًا.

جرائم السجون

وقام الجنود العسكريون باستخدام وسائل تعذيبية غاية فى البشاعة خاصة ضد المجاهدين الذين يتم القبض عليهم أو ضد أهاليهم و أقربائهم، و من بين الطرق التى كان يلجأ إليها الجنود الفرنسيون من أجل استنطاق المساجين الكى بالتيار الكهربائى حيث توضع أقدام المعذب فى الماء ويصعق بالكهرباء، وتوضع الأقطاب بأذنيه أيضًا ويجد الضباط والجنود المشرفون على التعذيب متعة كبيرة وهم يضحكون ويسخرون من السجين رجلا كان أو امرأة، كما كان الجنود يستخدمون طريقة أخرى أخطر من سابقتها والمتمثلة فى الحرق بواسطة آلة الحملاج أو المشعل المستعمل فى تلحيم المعادن “شاليمو” فيحرق جسم السجين لتترك آثارا وحروقا بكامل الجسم. إضافة إلى ذلك كان المستعمر يلجأ إلى الاغتصاب الجنسى للرجال والنساء حيث يقوم بتعرية السجين أو السجينة التى جُند زوجها أو ابنها أو حتى أخيها ولم تستطع قوات العدو مسكه، فتنتقم من ذويه بهتك أعراضهم. ناهيك عن وسائل و طرق أخرى أكثر وحشية كالكى بالسجائر وقلع الأظافر واستعمال الكلاب المدربة.
إغلاق