أخبار

قمة العشرين ستركز على مشكلات العالم المتغير

نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” مقالا بقلم يفغيني غريغوريف عن قمة العشرين، أشار فيه إلى أنها ستركز على التغيرات في العالم، وأن ميركل تحل مسألة “تربيع الدائرة”.

كتب غريغوريف:

تبدأ قمة مجموعة العشرين عملها في مدينة هامبورغ الألمانية يوم الجمعة 7 يوليو/تموز الجاري. وكما هو متبع في بداية عمل هذه القمم، ستقترح المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التقاط صورة جماعية تضم زعماء وقادة الدول المشاركة في القمة.

غير أن هذه الصورة لن تعتم على مشكلات الأمن والفقر وغيرهما، والتي ستناقشها قمة هامبورغ. وفي هذا الصدد، حظي باهتمام كبير من الجمهور الألماني المقال، الذي كتبه الرئيس فلاديمير بوتين عن مجموعة العشرين، ونشرته صحيفة “هاندلسبلات” الألمانية النافذة.

ومن الواضح أن نجاح القمة أو فشلها مرهون بمسألة التوصل إلى اتفاق مع الوفد الأمريكي بشأن التغيرات المناخية والحمائية والتجارة الحرة. وأنغيلا ميركل لا تخفي الصعوبات الموجودة. وخاصة أن وكالة رويترز تؤكد، استنادا إلى دوائر مطلعة، أن الوفد الأمريكي يصر على عدم تقديم أي تنازلات بشأن التغيرات المناخية في مشروع البيان الختامي للقمة. لذلك لم يكن من قبيل المصادفة لقاء ميركل مع ترامب على طاولة العشاء يوم الخميس.

صحيح أن ميركل أو حكومتها لا تنوي توتير العلاقات مع حليفها الرئيس المتحكم بالسياسة الغربية بهذه الصورة أو تلك. وقد عكس هذا الموقف نائب ميركل وزير الخارجية زيغمار غابرييل في مقابلة مع صحيفة “هامبورغر أبيندبلات” الألمانية، حين قال: “نحن لا نريد مواجهة مع الولايات المتحدة”، لكنه أضاف: “يجب علينا ألا نكون في سلوكنا صاغرين، بل بوعي جلي للذات”.

زيغمار غابرييل

أما رئيس كتلة الحزب الديمقراطي–الاشتراكي في مجلس النواب الاتحادي الألماني توماس أوبرمان، فقال للصحافيين: “إذا أظهرنا موافقتنا الدائمة لدونالد ترامب، فإن هذا سيؤدي إلى تآكل القيم الغربية”.

من جانبها، تشير وسائل الإعلام إلى أن “ترامب يسمع، ولكنه لا يتعلم”. وهناك انتقادات أخرى مثل أن “أهداف مجموعة العشرين مهمة جدا، ولا يمكن التخلي عنها بسبب رئيس الولايات المتحدة”.

وقد أعربت ميركل عن أملها بأن تتوصل القمة إلى نتائج تبين أن “علينا التركيز على التحديات العالمية، وليس التوقف عند الخلافات الموجودة”؛ لافتة إلى التغيرات الحاصلة في النظام العالمي بالتزامن مع تغير ميزان القوى.

وفي هذا الصدد، تشير مجلة دير شبيغل إلى أن نسبة الناتج الإجمالي المحلي لدول مجموعة العشرين يعادل 73 في المئة من الناتج الإجمالي العالمي. بيد أن تغيرات جدية بدأت تحصل داخل المجموعة. فمثلا، انخفضت نسبة دول مجموعة السبع الكبرى منه في نهاية القرن الماضي من 44 في المئة، إلى 31 في المئة في نهاية عام 2016، ونسبة ألمانيا كانت 5 في المئة فأصبحت 3.95 بالمئة. في حين أن نسبة دول مجموعة بريكس ارتفعت من 18.4 إلى 31.2 في المئة، أي أنها زادت لأول مرة عن نسبة مجموعة السبع الكبرى. وتختتم المجلة مقالها بالقول إن “أهمية الغرب تتقلص”.

هذا، وستبذل ميركل بالطبع جهودا كبيرة من أجل الحصول على موافقة جميع الوفود على البيان الختامي للقمة، لأن لنجاح القمة أهمية كبيرة في شعبيتها قبيل الانتخابات البرلمانية في ألمانيا.

إغلاق