سياسة وعلاقات دولية
المغاربة يردون على “استفزازات” الحكومة في مسيرة فلسطين..الشعب يقاطع!
رغم أن مسيرة دعم فلسطين التي نظمت، صباح اليوم الأحد، بالعاصمة الرباط، رصدت لها كل إمكانيات النجاح، من دعم لوجيستيكي، وانخراط حتى مؤسسات الدولة من مكتب وطني للسكك الحديدية في تخفيظ أثمنة التذاكر للرباط من أجل تشجيع الحضور، إلا أنها كانت أكثر مسيرة وطنية مغربية باهتة في دعم الشعب الفلسطيني.
وفيما عرفت المسيرات السابقة بكونها “مسيرات مليونية” يشارك فيها الآلاف من المغاربة من مختلف التوجهات السياسية، لم يتجاوز عدد المشاركين في مسيرة اليوم الأحد 1500 مشارك، ما إن انتهت المسيرة حتى تقلص عددهم لبضع عشرات، رغم أنه إلى وقت قريب، ومباشرة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيته إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، عرف ذات المكان، شارع محمد الخامس وسط الرباط، مسيرة أكبر، وبمشاركة أكثر.
لم يقتصر ضعف مسيرة اليوم على أعداد المشاركين فيها، بل تجاوز ذلك إلى تمثيلية الحضور الذي غابت عنه القيادات السياسية، حيث غاب جل الأمناء العامين للأحزاب السياسية باستثناء نبيلة منيب عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، ومصطفى المعتصم عن حزب البديل الحضاري، فيما لم يحضر أي من الأمناء العامين لأحزاب الائتلاف الحكومي، ولا حتى أبرز المعارضين، فيما مثل حزب العدالة والتنمية أعضاء من أمانته العامة، ومثل حزب الاستقلال عبد الواحد الفاسي.
ومن بين أكبر الغائبين عن مسيرة اليوم، جماعة العدل والإحسان التي تركت فراغا كبيرا بالنظر لقدراتها على حشد المنتسبين إليها لمثل هذه المظاهرات، حيث قال المتحدث باسمها حسن بناجح في تصريح لـ”اليوم 24″ إن الجماعة لم تتلق أي دعوة رسمية للمشاركة في مسيرة اليوم، من أجل التنسيق، فيما يرد القائمون على المسيرة أن ادعاءات الجماعة كذب في كذب، وكان يمكنها أن تشارك في مسيرة القضية الفلسطينية دون أي دعوة رسمية.
الأحزاب السياسية، ورغم أنها أصدرت بلاغات تدعو فيها المنتسبين إليها للمشاركة بكثافة في مسيرة اليوم، ورصدت لذلك إمكانات مادية، إلا أن مسيرة اليوم كانت ضربة قاسمة لظهر الأحزاب، حيث فشل الكثيرون في تعبئة المنتسبين لهم من أجل السفر من مدن أخرى للمشاركة في مسيرة اليوم بالرباط، وقال عدد من المسؤولين المحليين في أحزاب حكومية، إنهم فشلوا في ملء الحافلات التي كانت مرصودة لنقل المتظاهرين من مختلف المدن للرباط، وتم التخلي عن بعضها.
من جانب آخر، خيم شبح حملة مقاطعة منتجات استهلاكية التي يخوضها عدد من المغاربة احتجاجا على غلاء الأسعار، حيث سيطر الموضوع على الأحاديث الجانبية بين المشاركين، وسيطر على المنظمين الذين حرصوا على أن لا ترفع أي شعارات ربما تلمح للمقاطعة في مسيرة خصصت لنصرة فلسطين، كما كان واضحا أن المغاربة مستمرون في المقاطعة، في غياب أي قنينة لمياه “سيدي علي” التي يضعها المغاربة على رأس قائمة المنتجات المقاطعة.
وفيما بدأت المسيرة ببضع مئات من المشاركين، انتهت ببضع عشرات أمام محطة القطار الرباط المدينة وسط العاصمة، حيث أخذ خالد السفياني الناشط في القضية الفلسطينية الكلمة، للدعوة لقراءة الفاتحة على أرواح شهداء القضية الفلسطينية، داعيا المشاركين للانصراف في سلام وهدوء، فيما لم يتلى أي بيان ختامي للمسيرة كما جرت العادة على ذلك.