سياسة وعلاقات دولية
“منتدى فاس مكناس” يخدم الشباب بجذب استثمارات دولية واعدة
بحضور وفد كبير من الاتحاد الأوروبي، وخمسين غرفة تجارية ووفود مهمة من إفريقيا وآسيا، انطلقت، صباح الأربعاء، فعاليات النسخة الثالثة من المنتدى الاقتصادي فاس مكناس، تحت شعار “الشراكات المبتكرة، تآزر للنمو”؛ وهو لقاء دولي يأتي استجابة لدعوة الملك محمد السادس من أجل إطلاق التفكير حول نموذج تنموي جديد بمعيّة شركاء مؤسساتيين، لا سيما مجلس الجهة والمجلس الجماعي لكل من فاس ومكناس.
اللقاء الاقتصادي، الذي يعد الثالث من نوعه الذي تشهده مدينة فاس والذي تسهر على تنظيمه كل من غرفة التجارة والصناعة والخدمات ومجلس جماعة فاس، يهدف إلى تعزيز الجاذبية الاقتصادية الجهوية، ويطمح إلى أن يكون “واجهة تعريفية للمؤهلات الاقتصادية، وفرصة للقاء الفاعلين الاقتصاديين، وفضاء للتبادل والحوار، ومنبرا للترويج والشراكة”.
وحسب إفادات بدر الطاهري، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة فاس-مكناس ورئيس مؤسسة المنتدى الاقتصادي لفاس-مكناس؛ فإن المنتدى الاقتصادي فاس مكناس يراهن، بمشاركة ثلاثين بلدا من أوروبا وإفريقيا، على “جعل مدينة فاس قِبلة عالمية، للاستفادة من تجارب دولية في مجال التسيير والخدمات، خاصة أنه ستقام، على هامش المنتدى، الدورة الـ45 للجمعية العامة للمؤتمر الدائم للغرف المهنية الإفريقية والفرنكوفونية.
واعتبر المسؤول الجهوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “دورة هذه السنة ناجحة بامتياز؛ من خلال الحضور الدولي الوازن، ومن خلال القيمة المُضافة لهذا اللقاء الذي يحضره رجال أعمال من القارة الإفريقية والأسيوية والأوروبية”، مضيفا أن “اللقاء يطمح إلى تحسين جاذبية الاستثمار في الجهة وتسليط الضوء على المؤهلات البشرية والاقتصادية التي تزخر بها المنطقة”.
وفِي المنحى ذاته، أشار الطاهري إلى “مكانة الشباب في هذه النسخة الثالثة، المخصصة للابتكار في مجال السياحة”، موضحا أن “شباب جهة فاس مكناس أظهر مؤهلات كبيرة في مجال المقاولات الصغرى والمتوسطة؛ وهو قادر على خلق فرص شغل وخلق الثروة”، مبرزا أن “المنتدى يوفر أرضية لإغناء وتقوية الأثر الملموس والإيجابي للبرامج الهادفة إلى الترويج للجهة وتحسين جاذبيتها وتعزيز موقعها الدولي وتطوير القدرة التنافسية لمقاولاتها”.
وتوقف رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة فاس-مكناس ورئيس مؤسسة المنتدى الاقتصادي لفاس-مكناس عند الجوائز التي يقدمها المنتدى، باعتباره يمثل “محطة لتقديم 12 مقاولة فاعلة بالجهة وتسليمها جوائز في فئات متعددة؛ وهو ما يبرهن على حيوية الجهة وجاذبيتها للعيش والاستثمار. كما يشكل هذا اللقاء فرصة لتقديم الجوائز إلى الشباب الفائزين في أول مسابقة ابتكار المخصصة للسياحة المستقبلية، التي نظمت ما بين 22 و24 نونبر المنصرم لأول مرة في مقر غرفه التجارة والصناعة والخدمات فاس مكناس للترويج لثقافة ريادة الأعمال وتشجيع روح المبادرة”.
وعلى غرار الدورة السابقة، استضاف المنتدى، صباح الأربعاء، الاجتماع السابع للمدن الصديقة، والتي تربطها اتفاقيات توأمة مع فاس حول موضوع “مجالس المدن قاطرات لشراكات مبتكرة وللتنمية المستدامة”، مع ندوة موضوعاتية بالتنسيق مع شبكة “أوجين دولاكروا”، وماراتون للابتكار للشباب ولقاءات للتكوين والتدريب في إطار البرنامج الأوروبي “أرشيبيلاغو”.
وأشاد فرونسوا كزافيي، القنصل العام لجمهورية فرنسا في فاس، بأشغال المنتدى الاقتصادي ورهاناته الجهوية والدولية، مبرزا “لاحظنا تعدد جنسيات المشاركين في الدورة الحالية، والذين أتوا من دول مختلفة؛ من إفريقيا وآسيا وأوروبا”، قبل أن يزيد: “فاس مدينة عالمية، وعاصمة روحية للمملكة؛ ومدينة تمثل ملتقى المغرب؛ وهي غنية بمواردها الثقافية والاقتصادية”.
واعتبر القنصل الفرنسي، في كلمة افتتاحية له خلال أشغال الاجتماع السابع للمدن الصديقة، أن “التعاون بين المدن سيمكن من تطوير العلاقات المغربية والفرنسية، خاصة على المستويين المحلي والجهوي؛ فالتعاون المؤسساتي مهم والاتفاقيات بين الدول لها أهميتها، لكن لا يمكنها أن تتم بدون اتفاق بين المدن التي تجمع مسؤولين ترابيين يعرفون جيدا مشاكل الساكنة المحلية”.
أما صلاح بوردي، وهو مسؤول منتخب من فرنسا، فقال: “اشتغلنا لتطوير العلاقات المغربية الفرنسية، هذا الملتقى يجمع مسؤولين محليين فرنسيين ومغاربة من أجل توحيد الرؤى والتجارب، وكذا من أجل النظر في التحديات المشتركة؛ فلا يمكن تحقيق التنمية بدون إشراك المنتخبين المحليين”.
من جانبها، قالت فاطمة بنت مولود، وهي مشاركة من موريتانيا، إن “جهة فاس تمثل أرضية مهمة للاستثمار، وقد استفدنا من خلال الورشات الصباحية التي قدمها مسؤولون مغاربة، من الطرق المثلى للتسيير المحلي والجهوي”، مضيفة أن “المغرب تقدم بشكل كبير، ويقود القاطرة الاقتصادية لإفريقيا”.
هسبريس