سياسة وعلاقات دولية

العثماني: الملك يرفض “صفقة القرن” .. ومدينة القدس “خط أحمر”

بعد التساؤلات التي أثارتها زيارة جاريد كوشنر، مبعوث الرئيس الأمريكي المكلف بـ”صفقة القرن”، ومشاركة المغرب في منتدى البحرين الاقتصادي، إزاء الموقف الرسمي للمغرب من صفقة القرن، قال سعد الدين العثماني إنّ موقف المملكة من هذه القضية واضح.

وأكد العثماني، في سياق حديثه في الجلسة الافتتاحية لمنتدى منتخبات ومنتخبي حزب العدالة والتنمية بجهة سوس ماسة، أنّ “جلالة الملك يرفض هذا المسار (التسوية التي تقترحها واشنطن عبر “صفقة القرن”) رفضا باتا”.

وأضاف العثماني أنّه عبّر الموقف الرسمي للمغرب في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، المنعقدة بداية الأسبوع الجاري، موضحا “المغرب لا يزال مع الشعب الفلسطيني، ومع الحق الفلسطيني. أما حكاية صفقة القرن، فالمغرب عبر عن موقفه منها رسميا، من خلال التصريحات ورسائل جلالة الملك، ومواقف جميع القوى الوطنية، التي ترفض هذا المسار رفضا نهائيا”.

وتابع رئيس الحكومة: “القدس خط أحمر، وجلالة الملك هو رئيس لجنة القدس، ولا يمكن أن نقبل جميع هذه المحاولات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية”، مبرزا أن الملك أكد في رسائل وجّهها إلى الإدارة الأمريكية وإلى الأمم المتحدة أن لا تنازل عن القدس عاصمة لدولة فلسطين المستقلة، ونحن سنظل متضامنين مع إخوتنا في فلسطين”.

من جهة ثانية، انتقد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ما سمّاه “فبركة الأحزاب السياسية والنفخ فيها، والنزول إلى الساحة السياسية بوسائل مالية ضخمة، ودعم جهات من الإدارة لبعض الأحزاب لتستقوي على الأطراف السياسية”؛ لكنه استدرك أن هذا النموذج فشل.

العثماني لم يُشر بالاسم إلى أيّ من الأحزاب السياسية التي قال إنها تحظى بالدعم من السلطة، مكتفيا بالتلميح إلى حزب الأصالة والمعاصرة، بقوله: “هناك نفخ في بعض الأحزاب السياسية، ودعم جهات من الإدارة لبعض الأحزاب، حتى أن حزبا شكَّل فريقه الحكومي حتى قبل تشكيل الحكومة سنة 2008”.

ودعا العثماني إلى عدم تكرار تجربة حزب الأصالة والمعاصرة، الذي أنشيء من أجل مواجهة الإسلاميين، قائلا: “علينا ألا نكرر الأخطاء، بعدما تكسر هذا النموذج على صخرة وعي الشعب المغربي، فليست الأموال ودعم جهات من الإدارة هي التي تصنع الأحزاب بل المناضلات والمناضلون والمعقول والصراحة”.

الأمين العام لحزب العدالة والتنمية دعا الإدارة إلى عدم التدخل في القرار الداخلي للأحزاب السياسية، واحترام الديمقراطية الداخلية للأحزاب، وقال “الإدارة مديورة باش تكون محايدة، صحيح أن هناك كثيرا من الناس المحايدين في الإدارة الترابية وغيرها، ولكن أحيانا تبرز نماذج تحاول أن تمد يدها وتربك الحياة السياسية عن طريق دعم أطراف سياسية، ضد أطراف سياسية أخرى، وهذا لن يؤدي إلى نتيجة، بل يسيء فقط إلى الوطن”.

وحثّ العثماني مناضلي حزبه على التحلي “بالمعقول والاستقامة والصدق مع الناس”، مضيفا “هذا هو المهم، أن يبقى المعقول، وسنعمل على إعطاء الحياة السياسية المعنى الحقيقي الذي يجب أن يكون لها، عبر جعل كل المسؤول يتمسك بالاستقامة والمعقول والنضالية والتجرد والتشبث بالمبادئ”.

(هسبريس)
إغلاق