يحتفي المغرب، السبت، باليوم الوطني للأشخاص في وضعية إعاقة؛ وهي المناسبة التي استغلتها جمعيات مهنية للتنبيه إلى أهمية بذل مجهود أكبر في بلادنا، خاصة فيما يرتبط بالتكفل بذوي الهمم.
وتحدث فاعلون مهنيون عن ضرورة اعتبار ملف الأشخاص في وضعية إعاقة كملف ذي أولوية وليس التعامل معه كملف ثانوي، منبهين إلى أهمية الأخذ بعين الاعتبار أيضا أهمية الرعاية الصحية.
وفي هذا الإطار، قالت صباح زمامة، رئيسة الاتحاد الوطني للجمعيات العاملة في مجال الإعاقة الذهنية: “كفاعلة في القطاع منذ أكثر من ثلاثين سنة، أرى أن هناك أشياء كثيرة تحققت؛ لكن في المقابل ينقصنا الكثير، خاصة التكفل بالإعاقة كحاجيات يجب أن نحترمها”.
أكدت رئيسة الاتحاد الوطني للجمعيات العاملة في مجال الإعاقة الذهنية، ضمن تصريح ، أن هناك “تأخرا كبيرا رغم المبادرات الجيدة، سواء من طرف الدولة أو فاعلي القطاع المدني”.
وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أن “ملف الإعاقة لا يتم التعامل معه بحجمه الأساسي، إذ لا يزال ينظر إليه كملف ثانوي وليس كأولوية في التكفل”، منبهة إلى ضرورة الاشتغال عليه كأولوية، خاصة أن “الإعاقة تؤثر على الأسرة والطفل، ولها انعكاسات على الهشاشة والإدماج الاقتصادي والاجتماعي، من شأنها أن تخرج أفراد وكذا أسر إلى الشارع”.
ونبهت الفاعلة المدنية إلى أنه “على الصعيد الدولي مختلف المؤشرات الدولية تقيس تقدم البلدان بمدى التكفل بذوي الهمم؛ لكن هذا التكفل ليس بالشكل المطلوب في بلادنا”، معلقة: “بدأنا نشهد تقدما؛ لكن يلزمنا أخذ الملف بمزيد من الجدية”.
من جانبه، قال هشام بازي، رئيس جمعية مرضى الضمور العضلي الشوكي، إن “اليوم الوطني للأشخاص في وضعية إعاقة هو مناسبة لتقييم أوضاع هذه الفئة ببلادنا والوقوف على مردودية ونجاعة البرامج والسياسات العمومية للنهوض بأوضاع الأشخاص في وضعية إعاقة”.
وأضاف بازي، ضمن تصريح : “كفاعلين في المجال، لا يسعنا إلا التأكيد على محدودية أثر تلك السياسات والبرامج، والوقوف على عدم جدية المسؤولين في التعاطي مع قضايا الإعاقة، خاصة في المجال الصحي”.
وفي هذا الصدد، شدد رئيس جمعية مرضى الضمور العضلي الشوكي على أن “غالبية المنتمين إلى هذه الفئة لا يلمسون أي أثر إيجابي لتلك السياسات والبرامج على حياتهم اليومية، وعلى تمكينهم من التمتع بحقوقهم الأساسية؛ كالحق في الرعاية الصحية والحق في التعليم، من خلال توفير ظروف تعليمية تراعي احتياجاتهم الخاصة والحق في الشغل والإدماج الاجتماعي”.
وتابع المتحدث ذاته قائلا إنه “بالرغم من البرامج الحكومية العديدة لتطوير المنظومة الصحية والميزانيات المهمة المرصودة لها، فإنه تغيب رؤية رسمية واضحة للرعاية الصحية الخاصة بالأشخاص في وضعية إعاقة، كما تغيب الجدية عن السياسات المتعلقة بالوقاية من الإعاقة؛ فهناك العديد من حالات الإعاقة التي يمكن تفاديها من خلال التدخل الصحي المبكر”.
وأورد بازي كمثال في هذا الصدد مرض ضمور العضلات الشوكي وغيره من الأمراض النادرة التي “تسبب إعاقات جسدية وخيمة، والتي تمتنع الدولة وصناديق التأمين الصحي عن تحمل نفقات علاجها، كما أن المجتمع يدفع فاتورة اقتصادية واجتماعية ثقيلة في المستقبل بسبب عدم التكفل بها والوقاية منها مبكرا”، حسب تعبيره.
وسجل رئيس جمعية مرضى الضمور العضلي الشوكي: “هذا اليوم الوطني هو أيضا مناسبة للتنبيه إلى أوضاع الأشخاص في وضعية إعاقة في المجال القروي، حيث تتفاقم معاناة الشخص المعاق خارج المجال الحضري بسبب غياب البنيات التحتية الأساسية؛ مما يجعله يعيش في عزلة تامة. لذا، ينبغي أن تبذل مجهودات مضاعفة من الجهات الرسمية وكذا من المجتمع المدني من أجل إغاثة هذه الفئة”.
المصدر : هسبريس