أخبارالثقافة والفن
الجزائر تواصل السطو على الزليج المغربي.. “بروباغندا فارغة” واستهلاك إعلامي
تواصل دولة الجزائر التي يقودها نظام عسكري جهودها من أجل السطو على الزليج المغربي، إذ أعلنت وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية، صورية مولوجي، عن تقديم قطاعها خلال الشهر الجاري الملف المتعلق بـ”فن الزخرفة المعمارية بالزليج، خزف مينائيّ: المعارف والمهارات المرتبطة به”، لليونسكو، قصد تسجيله باسم الجزائر.
وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن وزارة الثقافة والفنون قدمت طلبا لإدراج الزليج باسم الجزائر في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لدى اليونسكو، وذلك في محاولة جديدة من النظام العسكري الجزائري للاستيلاء على التراث الثقافي والحضاري للمملكة المغربية وتاريخها العريق.
وتعليقا على الموضوع أجمع عدد من الصناع التقليدين والمهتمين بالتراث الثقافي والحضاري للمغرب، في تصريحات متطابقة لهسبريس، أن فنون الزليج تعتبر جزءا لا يتجزأ من تراث المملكة المغربية منذ قرون (قبل وجود دولة اسمها الجزائر)، مضيفين أن الأجيال في المغرب توارثت فن الزليج عبر العصور كجزء من تراثها الثقافي والحضاري الغني.
وكشف عبد الله بن حساين، طالب باحث في الثقافة المغربية، أن “الجزائر التي تحاول اليوم الاستيلاء على فن الزليج تاريخها قصير جدا بالمقارنة مع تاريخ الزليج المغربي”، مشيرا إلى أن “هذه الدولة لا تملك شيئا وتحاول فقط الاستيلاء على منجزات الغير”، وداعيا قطاع الثقافة بالمغرب إلى “التصدي لهذه الأفعال الصبيانية التي تقوم بها دولة فاقدة للشرعية”، وفق تعبيره.
وأوضح الباحث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الزليج المغربي هو أحد أبرز عناصر التراث الثقافي والحضاري المغربي، الذي يمتد جذوره إلى قرون عديدة”، مشيرا إلى أن “هذا الفن، الذي يجمع بين الجمال والروعة والأناقة، هو نتيجة تلاقح الثقافات والمراحل التاريخية المختلفة التي مر بها المغرب”.
المتحدث ذاته دعا وزارة الثقافة المغربية إلى “ضرورة عقد لقاءات في جميع جهات المغرب وعبر عواصم دول العالم من أجل تسليط الضوء على قيمة الزليج كجزء من التراث التاريخي والحضاري والثقافي للمغرب، وتشجيع الاهتمام بتطوير وتعزيز هذا الفن الرائع”، مضيفا أن “على الجميع العمل سويا للحفاظ على هذه الجوهرة الفنية التي تعبر عن عظمة تراث الشعب المغربي الممتد لقرون وقرون”، بتعبيره.
مصدر من وزارة الشباب والثقافة والتواصل كشف في تصريح لهسبريس أن إعلان الجزائر تقديم طلب تسجيل الزليج باسمها هو فقط “من أجل الاستهلاك الإعلامي، وبروباغندا فارغة”، مضيفا أن “قانون اليونسكو واضح جدا، إذ يتم السماح للدول بتسجيل منتج واحد فقط كل سنتين”.
وأضاف المصدر ذاته أن “الجميع، سواء في المغرب أو في الجزائر، يعرفون أن الزليج مغربي، وأكثر من ذلك أن المغرب سجله سنة 2015 في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وبالتالي لا يمكن لأي دولة أخرى تسجيله باسمها لدى اليونسكو”، مردفا بأن “إعلان الجزائر هو مجرد لعبة قذرة للاستهلاك الإعلامي”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “المغرب وضع شكاية أيضا ضد سرقة صورة لقفطان مغربي (نطع فاس)، مأخوذة من متحف يقع بالعاصمة الهولندية أمستردام، من الجزائر التي تحاول أيضا تسجيل القفطان باسمها”، مؤكدا أن “المغرب سيتصدى لطلب الجزائر الرامي إلى تسجيل الزليج باسمها لدى اليونسكو، لكونه سجله منذ سنة 2015 لدى المنظمة العالمية للملكية الفكرية، كما سيتصدى لأي طلب يهدف إلى تسجيل أي عنصر ثقافي أو منتج مغربي”.
يذكر أنه رغم تطور التكنولوجيا والمواد الحديثة يظل الزليج يحتفظ بمكانته الخاصة في قلوب الناس وفي مشهد الفنون والحرف التقليدية، إذ يعكس الروح الإبداعية والمهارات الحرفية العالية التي ظلت تميز الحرفيين المغاربة لقرون من الزمن.
كما تعكس تقنية الزليج التراث الغني والحضاري للمغرب، وتذكرنا بأهمية الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية للأمة.
المصدر : هسبريس