سياسة وعلاقات دولية

المغرب يشجع الزراعة الإيكولوجية أمام تحديات الكلفة المرتفعة وضعف الإقبال

في مبادرة تروم التشجيع على نمط زراعي مبتكر، أطلقت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بشراكة مع الوكالة الفرنسية للتنمية والاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، طلب اهتمام لتقديم مشاريع لتشجيع الزراعة الإيكولوجية.

ووفق بلاغ مشترك للشركاء فإن هذه المبادرة، التي تدخل ضمن برنامج “إحياء” وتندرج في سياق تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030 وتهدف إلى إحياء الممارسات الفلاحية الإيكولوجية في كل من جهة فاس-مكناس وجهة الشرق وجهة سوس ماسة، رصد لها مبلغ 4 ملايين أورو.

ويعد التشجيع على نمط الزراعة الإيكولوجية موضوعا راهنيا في عدد من دول العالم، وفق ما أكده كمال أبركاني، أستاذ بالكلية متعددة التخصصات بالناظور، مذكّرا باندراج الموضوع في سياق الالتزام الدولي بتقليص استعمال المبيدات والمواد الكيماوية والأسمدة الضارة بصحة الإنسان ومحيطه، وتدخلات خفض مستوى الاحتباس الحراري والحياد الكربوني.

وأضاف أبركاني، ضمن تصريح لهسبريس، أن “هناك فئة متنامية من سكان العالم تفضل استهلاك المواد الطبيعية؛ بينما يبحث فلاحون، في ظل الارتفاع المتزايد لأثمنة الأسمدة، عن الزراعات البديلة ذات القيمة المضافة”، منبّها إلى أن “أثمنة منتجات الزراعة الإيكولوجية مرتفعة مقارنة بالمعالجة بالأسمدة”.

وأبرز الخبير في الهندسة والعلوم الزراعية أن هذه العوامل “تدفع بالمغرب، الذي يعد في أوج التطوير الزراعي، إلى عقد مثل هذه الشراكات مع الاتحاد الأوروبي وهولندا وفرنسا بالخصوص التي تحوز تجربة مهمة في الزراعة الإيكولوجية”.

من جانبه، اعتبر حميد الصالحي، خبير زراعي، إن الفلاحة الإيكولوجية بالمغرب “تعد غير متقدمة، ولا تحظى بالإقبال لدى الشريحة الأوسع من المغاربة. كما أنه، باستثناء أشجار الزيتون البعلية، فإن المساحة المخصصة لهذا النوع من الزراعات قليلة جدا ويمكن القول إنها تقتصر على ضيعات الفلاحة المعيشية”.

وأشار الصالحي، في حديث لهسبريس، إلى أن “ممارسة الفلاحة الإيكولوجية جد صعبة، إذ يحتاج المزارع إلى إخضاع التربة المخصصة لها لتحاليل عديدة على مدى سنوات إلى غاية التأكد من خلوها من أية مادة من المبيدات أو الأسمدة، فضلا عن تعرّضها لأمراض نتيجة الأمطار الحاملة لنسبة من التلوث، مثلما تكون المنتجات الزراعية الإيكولوجية معرّضة –في الغالب- للأمراض الناتجة عن الحشرات والفطريات والتي يتطلب معالجتها أدوية خاصة وغالية الثمن”.

إلى جانب الكلفة المرتفعة لهذه الزراعة، أضاف الخبير ذاته، “فإن إنتاج الزراعات الإيكولوجية يكون ضعيفاَ، وحجم منتجاتها أصغر مقارنة بالمدعمة بالأسمدة؛ وبالتالي فإن الفلاح سيضطر إلى بيعها بثمن مرتفع ليكسب ربحا، ما قد يعرّضه للخسارة في ظل غياب فئة واسعة من المقبلين عن هذه المنتجات”.

الجيل الأخضر الزراعة الإيكولوجية وزارة الفلاحة

إغلاق